راهنت قوى الردة والفساد في تونس على تشويه صورة الترويكا والنهضة تحديدا لدى الشعب التونسي.. وأنفقوا في ذلك مئات بل آلاف المليارات التي جاء أغلبها من الخارج..وكانوا واثقين جدا من نجاحهم في جعل عامة الشعب التونسي ينفر ويكره النهضة كرها شديدا وبالتالي لا يصوتون لها في الانتخابات.. وكانت قوى الردة تأمل في أن تتحول تلك الأصوات اليهم والى حلفاءهم.. سواء التجمعيون أو اولئك الذين يلعبون دور الثورجيين.

 لكن كانت عملية خروج النهضة من الحكومة وتسليمها للانقلابيين أنفسهم ولكن في صيغة ضعيفة مهتزة جسدتها حكومة مهدي جمعة.. جعل كل تلك النقمة تتحول من النهضة بوصفها المسؤول الأول عن تردي الأوضاع كما صورها اعلام العار الى حكومة مهدي جمعة والانقلابيين عموما اذ انه بدا واضحا جدا ارتباط تلك الحكومة بالفاسدين سواء في الايديولوجيا المعادية للدين أو في مظهرها وطريقة تعاطيها مع الأحداث

فخروج النهضة من الحكومة جعل عامة الشعب ينسى تلك الحملات الاعلامية الشعواء ضدها وينتقل بغضه وغيظه للحكومة الجديدة وبالتالي الفاسدين.. وبذلك ضاعت كل جهود الانقلابيين في التأثير على نتائج الانتخابات عبر التشويه الاعلامي وأقصى ما حققته تلك الحملات التشويهية المكثفة هو عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات.. وهذا سوف ينتج عنه أمر واحد سوف يشارك في التصويت فقط العناصر النشطة في كل القوى السياسية وعددها قليل نسبيا

 وفي تمثيل بسيط نتوقع به نتائج الانتخابات.. سوف تتشتت اصوات المشاركين في اعتصام الرحيل الذين هم أصلا قلة على بضعة عشرة قائمة حزبية انتخابية وسوف تجتمع أصوات تجمع الشرعية في القصبة في رمضان الفارط  في صالح حركة النهضة.. وبالتالي سوف يكون الفوز عريضا لحركة النهضة لو واصل عامة الناس عزوفهم عن التسجيل للانتخابات.. 

فغالبية الشعب الغير مسيسة أو الغير منخرطة في الانشطة السياسية والمجتمع المدني والتي يمكن التأثير في قراراتها الانتخابية عبر الاعلام قررت وبكل حزم عدم المشاركة في الانتخابات.. وبذلك يكون اعلام العار قد قدم لحركة النهضة خدمة عظيمة جدا باهداءها فوزا انتخابيا عريضا لمرتين على التوالي.. 

يحدث كل هذا مصداقا لقوله تعالى : "ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون"صدق الله العظيم